دمشق-سانا
تحت عنوان “طلبة الأولمبياد العلمي.. الدور الفاعل .. معا نغدو أكثر تميزا” نظمت هيئة التميز والإبداع “إدارة الأولمبياد العلمي” اليوم في قاعة رضا سعيد للمؤتمرات بجامعة دمشق ورشة عمل مركزية تعد الأولى من نوعها لبحث دور طلاب الاولمبياد العلمي السوري ومشاركتهم المستقبلية في تطوير مسار مسابقات الأولمبياد على مستوياته كافة.
وأكد رئيس هيئة التميز والإبداع عماد العزب في كلمته خلال افتتاح أعمال الورشة أهمية مأسسة وتفعيل دور طلاب الفرق الوطنية “القدامى” للأولمبياد ممن خاضوا تجارب متميزة خلال مسيرتهم في الأولمبياد في اختصاصات الرياضيات والكيمياء والفيزياء وعلم الأحياء والمعلوماتية وذلك في تدريب وتأهيل أعضاء الفرق الوطنية العلمية في المحافظات بما يطور من قدرات المتميزين ويستثمرها لتلبية حاجة الوطن من إبداعهم في الاختصاصات العلمية المحددة والمشاركة في إعمار سورية المتجددة.
ولفت العزب إلى أن أهداف الورشة تتعدد بدءا من المشاركة في تأهيل وتدريب طلبة الفرق الوطنية للأولمبياد العلمي في المحافظات وفي الملتقيات العلمية المركزية إضافة للمساهمة في نشر ثقافة الأولمبياد العلمي ضمن محافظاتهم وتقديم مقترحات حول تطوير اختبارات الأولمبياد العلمي وبرامج التدريب والتأهيل بالتنسيق مع اللجنة العلمية المركزية للأولمبياد يضاف إلى ذلك المشاركة في الإشراف العلمي على اختبارات الأولمبياد ضمن محافظاتهم والمشاركة في تقديم المقترحات حول عناوين الكتب والوسائل المرجعية في اختصاصاتهم.. مع المشاركة في نشاطات الأولمبياد العلمي المختلفة والمشاركة بصفة مراقبين مع الفرق المشاركة على المستوى الدولي وفق معايير محددة واقتراح أدوار أخرى يمكن أن يتولاها هؤلاء الطلبة وتسهم في تطوير مسيرة الأولمبياد العلمي مستقبلا.
من جانبه اعتبر الدكتور محمد ماهر قباقيبي رئيس جامعة دمشق أن طلبة الأولمبياد العلمي السوري يمثلون أحد الوجوه المشرقة لسورية وجامعة دمشق تحرص على أن تكون حاضنة حقيقية للمتميزين والمبدعين والأساتذة الراغبين بالعمل في البحث العلمي وتقديم قيم مضافة في هذا المجال.
وأشار الدكتور قباقيبي إلى أن الطلبة السوريين أثبتوا جدارتهم وتميزهم في مختلف المجالات العلمية مؤكدا أهمية التركيز على بناء القدرات واستثمار الطاقات البشرية من أجل بناء وطن مستقبله سليم.
بدوره قدم مدير الأولمبياد العلمي السوري علي أبو خضر عرضا حول مسار الأولمبياد العلمي والاهتمام والرعاية التي نالها هذا المشروع من السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة عقيلته منذ بدايته وحتى إصدار قانون إحداث هيئة التميز والإبداع عام 2016 كمؤسسة متخصصة تهدف إلى البحث عن المبدعين والمتميزين وتشجيع ودعم القدرات الوطنية في مجال إنتاج الأفكار والابتكار والإبداع بما يخدم الازدهار والتنمية المستدامة وتوفير بيئة الموهبة والتميز والإبداع على جميع المستويات في الجمهورية العربية السورية.
ولفت أبو خضر إلى أهمية الأولمبياد في رصد حالات التميز وتطوير طرق التفكير ومهارات البحث والتعلم الذاتي لدى الطلاب مبينا أن الأولمبياد مشروع بناء قدرات بامتياز يجب تطويره على المستويين الاستراتيجي والعلمي.
وتركزت مداخلات الطلاب والأساتذة على ضرورة إنشاء نواد علمية ضمن المدارس في اختصاصات الرياضيات والفيزياء والكيمياء وعلم الأحياء والمعلوماتية من أجل خلق المنافسة والتحفيز على خوض المسابقات وإصدار كتب تخصصية تتحدث عن مشروع الأولمبياد وتأمين مراجع علمية للطلاب تغطي كل الاختصاصات المحددة وإجراء جلسات تدريب تفاعلية إلكترونية والاهتمام باللغة الإنكليزية باعتبارها لغة النشر العلمي.
كما دعا المشاركون إلى زيادة الدعم المادي للطلاب والأساتذة والمدربين كحافز ودافع تشجيعي في هذا المجال وإدخال الجانب العملي في اختبارات الأولمبياد لتصبح جزأين نظري وعملي وإحداث بنك أسئلة يتضمن كل النماذج والاحتمالات الممكنة في كل الاختصاصات والتأكيد على مسألة ضبط الاختبارات ونزاهتها في مرحلة مستوى المدارس.
وطالب المشاركون بضرورة تفعيل وسائل التواصل الاجتماعي من أجل نشر ثقافة الأولمبياد في المجتمع السوري وتقييم تجربة التدريب على مستوى المحافظات وتشجيع الأبناء منذ صغرهم على حب المعرفة والمنافسة وتزويد المناهج المدرسية بمعلومات حول الأولمبياد لنشرها في أوساط الطلاب والإشارة إلى قصص نجاح الطلاب المتميزين في هذا المجال والحاصلين على جوائز وميداليات عالمية وتأسيس قاعدة بيانات حول الطلاب المشاركين في مسابقات الأولمبياد العالمية والتعريف بمسيرتهم.
وفي لقاءات مع سانا بين الدكتور عبد الوهاب علاف رئيس اللجنة العلمية المركزية لمادة الكيمياء أهمية الورشة في تعزيز العلاقة بين المدربين في المحافظات بمن فيهم الطلاب القدامى الحائزون جوائز دولية واللجان العلمية بكل الاختصاصات وإيجاد السبل الكفيلة لتدريب الطلاب في المحافظات وإعدادهم لمسابقات الأولمبياد.
من جانبه لفت الأستاذ عمران قوبا من اللجنة العلمية للرياضيات إلى أهمية التواصل الدائم مع الطلاب المتميزين الذين شاركوا في المنافسات العالمية السابقة وحازوا نتائج جيدة من أجل الاستفادة من خبرتهم في تدريب زملائهم الجدد في الفرق الوطنية أو من الملاحظات المتوفرة لديهم من أجل تحسين أداء العمل في اللجنة العلمية والفريق الأولمبي بشكل عام.
الطالب إيليا ايشوع الحائز شهادة تقدير في الأولمبياد العالمي للرياضيات في البرازيل قال “إن الاولمبياد تجربة رائعة اجتماعية وعلمية يستطيع من خلالها الطالب أن يطور قدراته وشخصيته ويتعرف على زملاء بنفس اهتماماته ويوسع قدراته وينميها”.
بدوره قال الطالب حافظ الأسد الحائز أيضا شهادة تقدير في الأولمبياد العالمي للرياضيات في البرازيل الصيف الماضي إن الأولمبياد يكسب الطلاب معرفة علمية كبيرة في الاختصاصات التي يفضلونها وهو فرصة حقيقية لتنمية القدرات العقلية وتطوير وتغيير طريقة التفكير واكتساب خبرات جديدة واسعة في الجانبين الأكاديمي والاجتماعي معا.
ودعا طلاب الصف الأول الثانوي إلى المشاركة في منافسات الأولمبياد وعدم إضاعة هذه الفرصة لافتا إلى أهمية الورشة في الاستفادة من خبرات الطلاب القدامى والاطلاع على تجاربهم وتبادل المعارف.
وعن مادة المعلوماتية أعرب الطالب محمد دويك عن سعادته بهذه التجربة التي عززت مهاراته وأغنت معارفه في مختلف النواحي بينما قال الطالب فادي يونس إن “المشاركة في الأولمبياد فرصة لإظهار التميز والمواهب في المواد العلمية بعيدا عن الأسئلة التقليدية”.
الطالبة هلا فارس عن مادة الكيمياء قالت إن “الاولمبياد تجربة فريدة تنمي الفكر وتعزز التواصل الاجتماعي بين الطلاب “بينما قال الطالب يزن النسر عن مادة الرياضيات إن “الأولمبياد حافز للطلاب لكي يطوروا مهاراتهم بمساعدة الاساتذة والخبراء المختصين”.
شارك في الورشة التي تخللها عرض عدد من التجارب التدريبية لمجموعة من الطلاب 109 مشاركين من كل المحافظات موزعين وفق مجموعات وهي طلاب الاولمبياد العلمي الحائزون جوائز وعددهم 45 وطلاب الاولمبياد القدامى البالغ عددهم 32 وأعضاء اللجان العلمية المركزية للأولمبياد العلمي وعددهم 32 طالبا.
وكانت اختبارات الموسم الجديد من الأولمبياد العلمي السوري انطلقت في التاسع والعشرين من شهر تشرين الأول الماضي بمشاركة 54 ألفا و427 طالبا وطالبة من كل المحافظات وبزيادة خمسة آلاف و262 طالبا عن عدد المشاركين في العام الماضي.
وبلغت حصيلة إنجازات الفرق السورية المشاركة في الأولمبيادات العالمية والقارية لعام 2017 -18- إنجازا توزعت بين ميداليات وشهادات تقدير.
وأحدثت هيئة التميز والإبداع بموجب القانون رقم 11 لعام 2016 وهى هيئة تعنى بالتميز في مختلف جوانبه بالمجتمع وتضم ثلاث إدارات هي الأولمبياد العلمي السوري والمركز الوطني للمتميزين والبرامج الأكاديمية.
هيلانة الهندي- غنوة ميا