ريف دمشق-سانا
تناولت الندوة التي أقامها المركز الثقافي في جرمانا بعنوان “الاستراتيجية الأمريكية وأدواتها في المنطقة الأردوغانية نموذجاً” الأسس التي تعتمدها السياسة الأمريكية الخارجية في الوطن العربي ودورها فيما سمي الربيع العربي ودور الكيان الصهيوني فيه.
وفي محوره الذي قدمه بالندوة قال الدكتور عبد الله الشاهر “تؤكد الوقائع أن داء الربيع العربي الذي أطلقته الولايات المتحدة الأمريكية كان نتيجة عجزها عن تحقيق أهدافها التوسعية بالتدخل العسكري المباشر إضافة إلى ترسيخ الكيان الصهيوني كقوة وحيدة في المنطقة وضمان عدم قدرة العرب على مواجهته عسكريا”.
وأضاف الشاهر إن “مشروع الشرق الأوسط الجديد هو مشروع قديم جديد يهدف إلى تخليص المنطقة من إطار العروبة والقومية العربية وخلق نزاعات عرقية وقومية وعصبية ودينية طائفية بين العرب عموماً وبين أبناء البلد الواحد على وجه الخصوص”.
وفي الحقيقة وفق الشاهر فإن الكيان الصهيوني والولايات المتحدة لم تخططا لظاهرة ما سمي “الربيع العربي” إلا بعد دراسات دقيقة استشرافية عن تاريخ المنطقة ومكوناتها ومكامن الخلل فيها والتركيبة العرقية والطائفية لأبناء الوطن العربي لذلك نلحظ أن الشعارات الطائفية والعرقية والمنطقية كانت أهم ما يميز ما يدعى بـ “ثورات الربيع العربي” والتي سبق لأجهزة المخابرات الأمريكية الترويج لها بذات التسميات في مناطق أخرى مثل براغ وأوكرانيا.
وتابع الشاهر أن هناك كتابا بعنوان “قطر هذا الصديق الذي يريد بنا شراً” لاثنين من كبار الصحفيين الفرنسيين نيكولا بو وجاك ماري بورجيه تحدثا فيه عن الفضائح القطرية الصهيونية ودورهما بصناعة ما يسمى “الربيع العربي” والتآمر على سورية واللقاءات القطرية الصهيونية وكيفية ولادة فكرة قناة الجزيرة وجعلها مقبولة للجمهور العربي تمهيدا لدورها التخريبي.
ويروي الكتاب بحسب الشاهر فكرة البدء بما يسمى “الربيع العربي” وذلك منذ سنوات عندما اتخذت الولايات المتحدة الأمريكية قراراً بإحداث تغيير في الوطن العربي عبر الدعوة لاحتجاجات من خلال وسائط التواصل الاجتماعي حيث نظم محرك البحث غوغل في أيلول 2010 بمدينة بودابست منتدى حرية الإنترنت لتطلق بعده وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت مؤسسة شبكة مدوني المغرب والشرق الأوسط.
وتحدث الشاهر عن وثيقة أمريكية سرية باسم “مشاريع للتغيير في العالم العربي” تكشف حقيقة التوجهات الأمريكية للأحداث التي عصفت بالمنطقة العربية منذ العام 2011 وتؤكد أن عراب “الربيع العربي” هو الأمريكي جيني شارب الذي دعا للاعتماد على الإنترنت كخطوة أولى لنشر البلبلة والذعر وتصوير مشاهد تثير التعاطف وإن كانت مفبركة مبينا أن شارب أسس معهد اينشتاين برعاية الاستخبارات الأمريكية مع الصربي سردجا بوبوفيتش الذي عمل على تدريب الكثير من الشبان العرب لإثارة الفوضى في دولهم تحت شعارات وأسماء براقة.
أما نبيل نوفل أشار إلى أن الموقع الاستراتيجي والجيوسياسي للوطن العربي كان سبباً إضافياً للمؤءامرات التي تعرض لها إضافة لوجود مخططات للولايات المتحدة الأمريكية ورغبة الكيان الصهيوني في التوسع عبر المنطقة واستغلال ما تحتويه من طاقات وخيرات وبترول حيث تمثل سورية أكثر دول المنطقة أهمية في موقعها واستراتيجيتها وحضورها.
وقال نوفل “الولايات المتحدة ومن معها أطلقوا أسلوب العولمة المتوحشة في اقتحام ذهنية الشعوب وقيمها وانتماءاتها الوطنية والعبث بالعقول البشرية وصولاً إلى تثبيت الفكر الظلامي ونشوء ظواهر التطرف في المناطق الحيوية التي تخدم مصلحتها”.
وبين نوفل أن هذه المنطلقات تطابقت مع الصهيونية التلمودية بأكاذيبها تجاه فلسطين والعمل على استبدال الثقافة القومية والوطنية والأخلاقية بثقافة أخرى تلاءمت مع نشر الأكاذيب وجعل شعوب المنطقة مشغولة بما يشتت فكرها ليكون متقبلاً كل ما يرد إليه من الطامعين.
واختتم نوفل حديثه بأن أمريكا والصهيونية تدعيان أن ما تسعيان إليه من حروب في المنطقة “هدفه الأساسي بناء حضارة تخدم الشعوب وتساعد على رقيها” بينما الواقع هو التدخل في شؤون هذه الشعوب الداخلية وإنهاء وظيفة الدولة فيها حتى تنتزع منها فكرة القومية والوطنية وجعل الشعوب فرقاً متصارعة.
محمد خالد الخضر
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: