دمشق-سانا
يأتي اليوم العالمي للتلاسيميا في الـ 8 من أيار من كل عام لنشر الوعي حول المرض وأعراضه وطرق انتقاله والتعايش معه، وتعزيز أهمية إجراء فحوصات ما قبل الزواج.
وفي سوريا، تسعى وزارة الصحة لتقديم الخدمات الأمثل لمرضى التلاسيميا وتأمين الأدوية والدم لهم، ونشر الوعي والثقافة الصحية بما يخص إجراء فحوصات ما قبل الزواج لتخفيض عدد الولادات الجديدة المصابة بالتلاسيميا وفق رئيس دائرة الأمراض المزمنة في مديرية الرعاية الصحية الأولية الدكتور ياسر مخللاتي.
وأوضح الدكتور مخللاتي في تصريح لمراسلة سانا أن عدد المرضى المصابين بالتلاسيميا يبلغ نحو 6 آلاف مريض يتلقون العلاج والأدوية بشكل مجاني عبر 12 مركزاً تخصصياً في مختلف المحافظات.
وكشف الدكتور مخللاتي أن الوزارة تعمل على إطلاق مشروع التبني الدموي، حيث يكون لكل طفل مصاب بالتلاسيميا 5 أشخاص سليمين من زمرة الدم نفسها يتكفلون بتأمين الدم، ويتبرعون له بشكل دوري طيلة فترة حياته، بهدف ضمان الحفاظ على قيم خضابه، والتأكد من عدم رفض جسم الطفل للدم، نتيجة تولد المستضدات بجسمه ورفض التلاؤم بالدم، نتيجة المصادر المختلفة للدم.
وبين الدكتور مخللاتي أن التلاسيميا هو فقر دم وراثي مزمن يحدث في خلايا الدم، ويؤدي إلى عدم قدرة الجسم على تكوين كريات الدم الحمراء، نتيجة خلل في تكوين الهيموغلوبين “خضاب الدم” المسؤول عن نقل الأوكسجين، ما يؤدي إلى عدم اكتمال نضج الكرية الحمراء وتكسرها وتحللها بعد فترة قصيرة من إنتاجها.
وتتجسد أعراض المرض التي تظهر على المصاب من عمر الـ 5 أشهر، حسب الدكتور مخللاتي بفقر الدم والتأخر بالنمو، والشحوب وحدوث تسرع بضربات القلب، ومن 3 أسابيع إلى شهر يتم نقل وحدة دم مكثفة ليعود الطفل إلى نشاطه وحيويته، ويتم هذا الإجراء طيلة فترة حياته، مشيراً إلى أن ترسب الحديد الزائد في الجسم يمكن أن يؤدي لمضاعفات عدة، من ضمنها قصور القلب الذي يمكن أن ينتهي بالوفاة.
ووفق تقديرات منظمة الصحة العالمية، فإن 6 بالمئة من مجموع الولادات التي تحدث سنوياً على مستوى العالم تعاني من وجود خلل وراثي المنشأ، أو خلل وراثي جزئي يرفع معدل انتشار الاضطرابات الوراثية التي تسبب عدة أمراض منها “التلاسيميا، وفقر الدم المنجلي”.