تظاهرات الغرب الرافضة للمهاجرين

تشهد العديد من العواصم والمدن الأوروبية مسيرات وتحركات مناهضة للمسلمين وسط حالة من الارتباك في المواقف والتصريحات الرسمية تسود الدول الغربية تجاه المسلمين الذين يعيشون على أراضيها وتجاه ما يحدث في الدول العربية والإسلامية التي تشهد حالات من عدم الاستقرار بسبب الإرهاب المدعوم من الغرب.

ففي ثلاث دول غربية كبيرة هي فرنسا وألمانيا وإنكلترا وقبلهم أستراليا خرجت تظاهرات بالآلاف ترفع شعارات ضد أسلمة الغرب والحد من هجرة المسلمين وعدم الاستجابة لطلبات اللجوء بمزاعم حماية أوروبا من التطرف والإرهاب.

لقد استشعر الغرب على ما يبدو وبعد دعمه الكبير للإرهاب خطر ارتداد الإرهابيين عليه فاندفع كالعادة للانخراط في تحالف واشنطن لمحاربة «داعش» وبدأ سلسلة من الإجراءات المشددة بحق المشتبه بنيّتهم الالتحاق بالمجموعات الإرهابية.

لقد استشعر الغرب على ما يبدو وإن كان متأخراً وبعد دعمه الكبير للإرهاب خطر الإرهابيين فراح يسن التشريعات ويتخذ الإجراءات التي تحول دون اندفاع المزيد من مواطنيه للانخراط في صفوف المجموعات الإرهابية التي تقاتل في سورية والعراق، بالمقابل تحرك الشارع وتحت تأثير الأحزاب اليمينية المتطرفة ضد المسلمين والعرب الذين وجدوا بعضاً من الأمن في البلدان الأوروبية بعد هروبهم من جحيم الإرهاب.

تحرك التظاهرات في المدن الغربية والأمريكية يكشف من جديد نفاق الغرب وازدواجية معاييره وحتى عنصريته ففي الوقت الذي يتم التغني بحقوق الإنسان والديمقراطية نرى الواقع مختلفاً وتطفو شعارات وممارسات لا تقل فظاعة عن ممارسات الإرهابيين، ففي الولايات المتحدة كشفت ممارسات الشرطة والقضاء عنصرية منقطعة النظير تجاه السود وكذلك الأمر في العواصم الأوروبية تجاه المسلمين والعرب.

لقد فات الغرب وشارعه الرافض لما يسمى «الأسلمة» أن ما هو فيه اليوم إنما هو نتيجة لممارساته الاستعمارية والاحتلالات والعدوان ودعم الإرهاب وتغذية التطرف لمواجهة ما كان يسمى «المد الشيوعي والوحدوي» لذلك على الدول الغربية وقبل أن تطلق العنان لردات الفعل تجاه المهاجرين اعتماد رؤية نقدية لسياستها ورصف الطريق نحو بوابات جديدة تعطي اعتبار الإرادة للشعوب وتنظيم العلاقات بين الدول وتعدل بما يحقق مصالح الجميع دون تدخل في الشؤون الداخلية.

بقلم: شوكت أبو فخر