أثينا-سانا
قطعت إيطاليا بشكل مفاجئ الطريق أمام أطماع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان في شرق البحر المتوسط وصولا إلى ليبيا عبر توقيعها اتفاقية تاريخية مع اليونان بشأن ترسيم الحدود البحرية بين البلدين في خطوة مهمة للحد من مؤامرات أردوغان التوسعية في تلك المنطقة ومحاولاته الاستيلاء على حقول النفط والغاز.
الاتفاقية نالت ترحيب مجلس النواب الليبي وفق صحيفة المرصد الليبية التي أفادت بأن لجنة الدفاع والأمن القومي في المجلس تدعم الاتفاقية واصفة إياها بأنها إطار عادل لترسيم الحدود بين دول المنطقة المتوسطية.
الاتفاق بين الدولتين الذي يضمن للجزر اليونانية في البحر المتوسط مناطق اقتصادية خالصة يحد من أطماع أردوغان المخالفة للقوانين والأعراف الدولية في ابتلاع مناطق هذه الجزر خلال اتفاق أبرمه مع ما يسمى رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج عام 2019 لإنشاء منطقة اقتصادية تمتد من سواحل شرق المتوسط إلى الساحل الشمالي الشرقي الليبي.
وزير الخارجية اليونانى نيكوس دندياس قال خلال توقيع الاتفاق أمس أن ..الاتفاق أكد حق الجزر اليونانية في المناطق البحرية وحسم القضايا المتعلقة بحقوق الصيد.. معتبرا أن هذا الاتفاق تاريخي ويأتي وفق القانون الدولي وبموجب اتفاقات قانونية ولا يكون دون أساس كما هو حال الاتفاق بين النظام التركي والسراج.
عدم اعتراف أي طرف في المنطقة باتفاقية التعاون الأمني المزعومة بين نظام أردوغان والسراج ينزع عنها أي شرعية لكن أردوغان يواصل محاولاته استغلالها عبر استمراره بإرسال المزيد من السلاح والمرتزقة الإرهابيين لتكريس تدخلاته ومخططاته فيها.
الاتفاقية بين اليونان وإيطاليا وفق قناة سكاي نيوز أعاقت أحلام النظام التركي في شرق البحر المتوسط بتعيين حدودهما البحرية لأنها تؤكد يونانية الجزر في المناطق التي تخضع لسيادة اليونان وهي تعتبر رد فعل حاسما من جانب الدولتين على الاتفاق الشاذ والغريب الذي لا يستند إلى أسس قانونية بين النظام التركي وحكومة السراج في ليبيا.
القناة أكدت أيضا أن الاتفاقية اليونانية الإيطالية تبعث رسالة مفادها بأن دولا قوية لن تتسامح مع السياسات التعسفية وغير المسؤولة من نظام أنقرة الذي أصبح عدوانيا جراء أحلام أدوغان الذي يلعب لعبته التوسعية الاحتلالية بأسلوب البلطجة والعنجهية.
وسائل إعلام غربية أشارت مرات عدة إلى أن السلوك العدواني التركي في المنطقة لا يقتصر على مسالة النفط والغاز في المتوسط فحسب بل يمتد إلى دعم جماعات إرهابية وتدخلات عسكرية في سورية وليبيا ما يتطلب وجود رد فعل منظم من الدول التي تعارض سياسة أردوغان وممارسة واتخاذ تدابير أشد إن لزم الأمر من أجل احترام سيادة الدول الأخرى والقانون الدولي.
أطماع أردوغان وهوسه وأحلامه بإعادة إحياء السلطنة العثمانية البائدة دخلت مرحلة جديدة مع تخطي مؤامراته وسياساته العدوانية حدود المنطقة والوصول في دعم الإرهاب إلى شمال إفريقيا الأقرب إلى الحدود الأوروبية.
دارين عرفة